ثلاثة أقسام:

لله وحده، لله وللعبد، للعبد وحده

 (Voir en français) 

 

 من الذي يعرف تركيبة سورة الفاتحة التي يقرأها المصلي يوميا إجباريا اثنين وعشرين، أي مرة في كل ركعة والتي تساعده على الفهم والإحاطة بها على أحسن وجه ومن ثم الحصول على القبول والفوز بالحسنات ومضاعفة الأجر إن شاء الله؟

   إنّ الّذي يعي ويتقن ماذا يقرأ ويتدبّر أحبّ وأفضل عند الله ولا شك كذلك أنها تؤثر على سلوكه وتقوّي إيمانه وتزده ثقة ولم لا  وهي أعظم سورة وأمّ الكتاب والسّبع المثاني والفاتحة التي ينبع منها كل شيء.

وأوّل من صنّف وركّب هذه السورة الكريمة هو الله سبحانه وتعالى منذ نزولها ليحثنا على التحليل والتدبر.

واستنادا إلى الحديث القدسي أي كلام الله عن فم النبي (ص)، الذي يصنّف الصّلاة إلى نصفين، قسم لله وقسم للعبد، يستخلص منه ما يلي:

  • قسم لله: ويحتوي على التعرف على الله من خلال قدرات ثلاثة تتعلق بمراحل وأطوار الإنسان والكون وهي : الطور الأول وهو الخلق (ربّ العالمين)ـ والطور الثاني، الحياة والموت (الرحمن الرحيم) ـ والطور الأخير، الآخرة (الحساب والجزاء):  (الحمد لله ربّ العالمين...) الآيات : (02 ـ04)

 

·        قسْم مشترك: الاعتراف مقابل  الإعانة  الآية (05)

  (إيّاك نعبد...)

 

·        قسم خاص بالإنسان وحده: طلب الهدى (06ـ07)

  (اهدنا الصّراط المستقيم...)

 

وتجدر الإشارة أننا احترمنا جمهور العلماء الذين اعتبروا أن البسملة جزء من الفاتحة وهو اجتهاد ويهب آخرون إلى أن آية مستقلة عامة لكل السورة, والله أعلم. فإذا أخذنا بالرأي الأخير فالآية الأخيرة تصبح آيتين وهذا لا يغيّر في شيء تركيبة السورة.

 

وإذن فلن:

 

 

·       مقدّمة : البسملة

 

بسم الله الرحمن الرحيم (01)

 

 

·       أوّلا: القسْم الأوّل الخاصّ بالله وحده (التّعرف على الله)

 

الحمد لله ربّ العالمين (02)  

الرّحمن الرّحيم (03)

مالك يوم الدّين (04)

 

 

·       ثانيا : القسْم المشترك (الاعتراف مقابل  الإعانة)

 

إيـّاك نعبد وإيـّاك نستعين (05)

 

 

·       ثالثا : القسم خاص بالإنسان وحده (طلب الهدى)

 

اهدنا الصـّراط المستقيم (06)

صراط الـّّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضـّّّّالين

(07)  

 

 

ملاحظة هامة :

ويظهر جليا أنّ الحديث القدسي الذي ساعد على التصنيف المنهجي هو في حقيقة الأمر سند شرعي علمي يعتمد عليه لتصنيف سور أخرى مع احترام مقاييس الاجتهاد أي القرآن والحديث والعلماء والجمهور وقواعد اللغة والدراية بعلوم التفسير والثقافة العامة والسلوك والأخلاق والتجربة والحنكة والصدق والأمانة.

ويا ليت لنا نقرأ سورة الفاتحة في صلاتنا كما جاء في الحديث القدسي ونحن عرفين بهذه التركيبة وعلى منطقها أي التعرف على الله أولا والاعتراف والخضوع له  ثانية ثم طلب الهداية ثالثة وتقبل الله صلاة الجميع آمين,

 

راجع :

 

 

  •  آية الكرسي أعظم آية

 

 

 

طالع : (في المربع)

  •  كتب مالك بن نبي رحمه الله مفكر الإسلام الحديث وكاتب ظاهرة القرآن الكريم والذي هو أول من نادى بالنهوض بالقرآن والحضارة الإسلامية مع تغيير أساليب البحث والمنهج.
Retour à l'accueil